إنه الموعد الجديد لـ "الكلاسيكو". الموعد الذي ليس كمثله مواعيد. لكن هذه المرة لا مكان للتعادل. هذه المرة لا بد من فائز. لا بد من بطل بين نجوم الفريقَين ليحسم المتأهّل إلى نهائي مسابقة الكأس. في ذهاب نصف النهائي في "كامب نو" تعادل برشلونة وريال مدريد 1-1. اليوم الساعة 22,00 بتوقيت القدس الشريف تنتقل المواجهة إلى مدريد، إلى ملعب "سانتياغو برنابيو"... من سيكون المتأهّل؟

إذاً هي مواجهة مختلفة عن كل المواجهات. هي مواجهة أشبه بالنهائي. كل الأمور واردة حتى لو كانت المباراة في مدريد. صحيح أن "الميرينغي" حقّق نتيجة إيجابية بالتعادل خارج ملعبه 1-1، إلا أن "البرسا" في المقابل حقّق الفوز في "الكلاسيكو" الأول في ذهاب الدوري الإسباني بنتيجة كبيرة 5-1 وهو، حالياً، يبتعد بـ 9 نقاط عن غريمه في ترتيب "الليغا". إذاً لا مكان للحسابات والتحليلات. هنا، في مباريات ريال مدريد وبرشلونة لا تصحّ التوقّعات.

لكن هذا لا يمنع من أن الفريقين في أتمّ الاستعداد للمواجهة المرتقبة. الصفوف مكتملة والرغبة لتحقيق الفوز كبيرة. هذا دأب المواجهات بين الغريميين الأزليين وكيف إذا كان الفوز يقود إلى النهائي، هنا، في هذه الحال، يصبح الحافز كبيراً لدى كل طرف لإسقاط الآخر، ليسجّل في رصيده نقطة على خصمه في حربهما الأزلية.

النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي سيكون حاضراً اليوم في مدريد. "ليو" شارك بديلاً في آخر نصف ساعة في الذهاب. ميسي يعرف الـ "برنابيو" جيداً، فهنا قدّم أجمل اللمحات وسجّل أروع الأهداف. ها هو يحلّ على مدريد بأبهى حلّة بعد أن منح "البرسا" 6 نقاط في آخر مباراتين في "الليغا" بهدف الفوز على بلد الوليد وثلاثة أهداف "هاتريك" في مرمى إشبيلية ليكمل مشواره الرائع هذا الموسم. الأرجنتيني كان واضحاً بأن "سنذهب إلى مدريد للفوز". الكل بانتظار ميسي اليوم. لكن، مهلاً، لا بد من التذكير بأن ميسي ورغم أنه الهداف التاريخي لـ "الكلاسيكو" فإنه لم يسجّل في مرمى ريال مدريد في كأس إسبانيا. مفارقة غريبة لهذا النجم، فهل يكسر النحس اليوم؟

إلى جانب ميسي سيكون الموهوب الفرنسي عثمان ديمبيلي حاضراً. ثنائية الأرجنتيني والفرنسي يعتمد عليها الكتالوني كثيراً، لكن المهم هل سيكون زميلهما في المقدّمة الأوروغوياني لويس سواريز في يومه؟ جمهور "البرسا" يحتاج نسخة من سواريز كتلك المتألّقة التي قدّمها في مباراة الـ 5-1، لا أكثر ولا أقل.

على الجانب المقابل، المباراة في مدريد. هذا يكفي جمهور "الميرينغي" ليكون متفائلاً. لكن، كما سبق ذِكره، كل شيء يبقى وارداً في "الكلاسيكو" بغضّ النظر عن مكانه. إذاً لا بد من الجدّ والاجتهاد، لا بد من أن يكون لاعبو ريال مدريد في قمّة مستواهم أمام الغريم الكتالوني. بالطبع لا يمكن المدريديون أن يركنوا إلى الأفضلية النسبية بالتعادل الإيجابي ذهاباً إذ بوجود ميسي فإن الأمور قد تنقلب في ثوانٍ. هكذا سيكون الهدف الأول تعطيل فعالية النجم الأرجنتيني. هذا سيكون عنواناً رئيسياً في المباراة، فهل سينجح أبناء مدريد؟

هجومياً، سيكون ثقل المدريديين على البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي أثبت وجوده في الفريق منذ أن حصل على فرصته مع الأرجنتيني سانتياغو سولاري. مدريد تعوّل اليوم على الشاب الموهوب وإلى جانبه الفرنسي كريم بنزيما أمام المرمى فضلاً عن الويلزي غاريث بايل أو لوكاس فاسكيز لإكمال المثلّث الهجومي.

اليوم هو يوم "الكلاسيكو" إذاً. فليضبط الجميع ساعاتهم على توقيته، ولينصت العالم إلى لحنه الساحر. 

المصدر الميادين

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم